التاريخ Thu, Mar 30, 2023

banner

أصبحنا نعيش في عالم ملئ بالتغيرات السريعة التي تحدث بسرعة حتى بدون الوعي بها، وقد أثرت هذه التغيرات على أشياء كثيرة كنا نعتبرها من المسلمات في وقت سابق. أشياء قد تتعلق بوظائف العمل، التعليم، التواصل بين الأخرين، معتقدات أو ثقافات أو حتى كيفية تربية الأطفال.

ظهرت وظائف جديدة لم نسمع بها من قبل، واختفت وظائف كانت مهمة ولها مكانتها في وقت سابق.بالإضافة إلى المدخلات الجديدة التي طرأت في مجالات عدة، منها القديم والحديث، ومن هذه المدخلات المجال التربوي. فقد كان قديما يتم تربية الأطفال والأبناء وفقا لعادات وسلوكيات جامدة، بعضها قد لا يتناسب مع المرحلة العمرية لذلك الطفل.

ولكن لا يمكن الإخلال بها أو عدم إعتمادها، حتى لو كانت عكس مصلحة الأبناء، فهذا ما تم تربية أباءهم عليه، والإخلال بها يعد تطرفا، وقد يكون له عواقب وخيمة في بعض الثقافات. ولكن في عصرنا الحالي ظهرت مصطلحات ومجالات علمية جديدة وعلم كامل بأسم علم النفس التربوي أو السلوكي والذي يتم فيه توجيه الأباء لكيفية التعامل مع أطفالهم.

وفي هذا المقال سنتعرف على نمط من الأنماط السلوكية عند الأطفال، وهو الطفل العدواني،  اسبابة وطرق التعامل مع الطفل العدواني.   

اسباب عدوانية الطفل

تعتبر انماط سلوكية عدوانية عند الأطفال شائعة جدا نظرا لعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم وعن احتياجاتهم بشكل سليم.

ومن هنا يبدأ الطفل في استخدام الوسائل التي قد تنفع والتي تكون غالبا مائلة للعدائية.

 ولنتعرف على بعض الأسباب التي قد تدفع الطفل أن يكون عدوانيا:

  • في المراحل الأولى لا يستطيع الطفل التعبير عن احتياجاته الأساسية كالجوع والعطش، لذلك يميل إلى البكاء والصراخ في أغلب الأوقات.
  • بعد أن يكبر الطفل قليلا، يواجه صعوبة في التعبير عن نفسه، حيث أنه لا يمتلك معجم لفظيا كاف بعد، ليجعله قادر على التعبير عن نفسه بأريحية.
  • في كثير من الأحيان يعاني بعض الأطفال من الكبت، وذلك ينشأ عندما لا يتفاعل الطفل مع ما حوله بشكل كاف، كالخروج واللعب، مما يجعله عدوانيًا أكثر.
  • في هذه المرحلة يكون الأطفال شديدو الحساسية تجاه كل ما يحدث حولهم، سواء أكان ما يرونه من مواقف حياتية أو حتى على البرامج التلفزيونية، مما قد يؤدي إلى جعل سلوكهم عدواني. 
  • الأباء أو الأسرة بوجه عام، في المراحل الأولى من حياة الطفل، لا تكون لديه اي خلفية عن هذه الحياة، لذلك يميل إلى رؤية كيف يتعامل من حوله معها وتقليدهم، وهذا يفسر سبب عصبية أو عدوانية الطفل إذا ما نشأ في بيئة عدوانية.
  • ونتيجة لقلة خبرة الطفل في التعامل مع الحياة أو مع أقرانه، فإنه في كثير من الأحيان يصاب بالتوتر والخوف والقلق مما قد يحدث أو ما يجب عليه فعله في بعض المواقف.
  • وذلك ينشأ من الممكن عند ضعف العلاقات الأسرية بين الأباء والأبناء، حيث لا يستطيع الأبناء التحدث بأريحية أمام آبائهم.
  • المشاكل الأسرية المحيطة قد تدفع الأطفال ليكونوا أكثر عدوانية.
  • تعرضهم لموقف مؤلم مثل التنمر أو الضرب.
  • الانتقاد الدائم للطفل والتوبيخ بإستمرار.
  • عدوانية أقرانهم أو زملاءهم، التي قد تجعلهم يفعلون ذلك تقليدا أو خوفا من أن يتم التعرض لهم.
  • في بعض الأحيان يعاني الطفل من السلوك العدواني نتيجة لبعض الأمراض المتعلقة بالنمو العصبي، كفرط الحركة أو التوحد . 

علاقة الأباء بالأبناء

تعتبر علاقة الأباء بالأبناء في كيفية التعامل مع عدوانية الاطفال أمرًا جوهريًا، حيث أن الأباء أو الأسرة هي أول مجتمع يوعى عليه الطفل.

وهو يشكل حاجز الأمان له، وفيه يمكنه الشعور بالاطمئنان ويستطيع أن يعبر عن نفسه بكل أريحية، بعيدًا عن النقد أو اللوم أو التنمر، أو هذا ما يجب أن يكون. ولكن مع الأسف قد لا تعتبر العائلة منطقة الراحة للعديد من الأطفال، وذلك ما قد يحدث نتيجة لبعض العادات السلوكية التي تعتبر غير ملائمة في العلاقات الأسرية أو في تربية الأطفال عمومًا. فتجد في أغلب الأحيان أن يتم إلقاء اللوم على الطفل نظرا لطلباتهم الكثيرة، أو توبيخهم بإستمرار تجاه أفعالهم.

بالإضافة إلى أكثر العوامل المؤثرة في العلاقة بين الأباء والأبناء والتي بدورها قادرة على القيام بحاجز في الاتصال بينهما، وهو الانتقاد أو النقد. وهنا لا نقصد النقد البناء الذي يتم فيه تحفيز وتشجيع الطفل على المشاركة برأيه في المناقشة، ومحاولة إيجاد حلول للتعامل مع الأزمات بطريقة حضارية وفعالة تهدف إلى تعليم الطفل وتوجيهه بطريقة لا تمس كرامته.

بل نقصد الانتقاد السلبي، الذي يقوم فقط بإلقاء اللوم على الطفل في كل ما يفعله خطأ وتأنيبه بإستمرار، بدون محاولتهم في العثور على طرق التعامل مع الطفل العدواني، وفي نفس الوقت إهمال الأشياء الجيدة التي يقوم بها. وبذلك يبني عند الطفل الحاجة للدفاع عن نفسه بإستمرار، ولذلك نجد الطفل في وضع دفاعي أو كما ذكرنا سابقا عدواني لحاجته إلى تبرير كل مواقفه وإقناع ما حوله بها.

هذه النقطة غالبا ما يتم تجاهل الاستماع إلى وجهة نظر الطفل، أو الاستماع إلى رأيه، وحتى لو تقبل الطفل ما يقال له فإنه يصبح مهزوما. ومن هنا يبدأ بالتشكل عنده طابع العدوانية السلبية، والتي لا يقول فيها الطفل أو يعبر عن مكنونات خاطره بصراحة، حتى لو لم يعجبه الوضع.

حيث يجد الأطفال نفسهم غير مفهومين أو أنه من غير الفائدة لهم المناقشة، وغالبًا ما ينتهى الأمر في هذه المراحل، إما بالعدوانية الإيجابية الشديدة، والتي فيها لا يتحمل الطفل أي كلمة لوم، ويمكنه الإنفجار في أي لحظة. أو العدوانية السلبية فيبدأ في الإنعزال على نفسه وعن عائلته، لا يشاركهم لحظاته، ولا يتم بناء أي مناقشات، وغالبا ما لا تكون هناك لغة تواصل في المجمل. 

اقرأ المزيد عن: 10 صفات في الطفل ذو السلوك العدواني تعرفي عليها وكيفية التعامل معها

تأثير العالم الحديث في تشكيل شخصية الطفل 

تدعم التطورات الحديثة ذلك الطور من العدوانية سواء أكانت السلبية أو الإيجابية، فتجد الطفل يتفاعل فقط مع ما يراه في العالم الإفتراضي.

مهملا بذلك تكوين أي علاقات أسرية، أو محاولة التواصل من الأساس، إلى في أبسط مراحلها، وبذلك يتم تعزيز الإنفصال أو الإنعزال عن ما حوله.

ويبدأ الفشل في أي علاقة بالفشل في العلاقة الأسرية، حيث أنه نظرا للعجز الذي يعانيه الطفل من التعامل مع عائلته، فإنه بالتاكيد لن يتمكن من أن يتعامل مع غيره، أو بناء علاقات أخرى مثل الصداقات.

وبتلك الطريقة لا يكون الطفل مؤهلا لتكوين صداقات، التعامل مع أشخاص جدد، أو حتى المحافظة على علاقاته الموجودة بالفعل. ولكن كيف يمكننا حل هذه المشكلة، وما هي طرق التعامل مع الطفل العدواني.

طرق التعامل مع الطفل العدواني

بعد ذكر كل هذه الأسباب نتسائل إذا ما العمل؟ وما هي طرق التعامل مع الطفل العدواني؟

 لنتعرف على بعض طرق التعامل مع الطفل العدواني:

  • بناء علاقة بين الأباء والأبناء، فهي تعتبر حجر الأساس في التعاملات، ومنها يبدأ الطفل في تحديد هويته وكيف يتعامل مع من حوله.
  • محاولة بناء لغة حوار، معرفة لماذا يقوم الطفل بهذه الأفعال العدوانية.
  • عدم انتقاد، لوم، أو توبيخ الطفل بصورة زائدة.
  • مدح صفاته الحميدة.
  • توضيح سلبيات التصرف العدواني.
  • مكافأة الطفل عند قيامه بشئ جيد وتحديد الطريقة التي تناسبه.
  • محاولة التعرف على أسباب قيامه بالتصرف بعدوانية بدون انتقاده.
  • السماح له بالتعبير عن رأيه.
  • جعل الطفل يشارك في بعض الأنشطة الرياضية التي يحبها، لتخفيف الكبت والعدوانية وتفريغ طاقته.
  • من الممكن أيضا إشراكه في بعض الرياضات القتالية التي قد تساعده على التحكم وعدوانيته.
  • البعد كل البعد عن البرامج الغير مفيدة للطفل، أو المحملة بالمشاهد العدوانية.
  • من الممكن محاولة إيجاد هواية يحبها الطفل تساعده على التخفيف من عدوانيته. 
  • في بعض الأحيان قد يحتاج الأمر متخصصا في التربية السلوكية لتوعية وتوجيه الأباء والأبناء لما يجب فعله. 

ومن المهم المتابعة مع مختص او استشاري في المواقف الصعبة، ولذلك ننصحك بالمدرسة دوت كوم، التي بوسعها تقديم الاستشارات التعليمية والتربوية للأباء والأبناء، ومن مميزاته:

  • وهو موقع تعليمي ليس فقط أكاديميا بل أيضا تربويا، والذي فيه يمكنك الحصول على استشارات من متخصص في علم نفس السلوك قادر مساعدتك.
  • توجيه الأباء لكيف يمكنهم التعامل مع الأطفال في المراحل العمرية المختلفة، وطرق التعامل مع الطفل العدواني.
  • التعامل مع استشاريين مختصين في التعليم وأساليب التربية الحديثة والتعديل السلوكي.
  • مما يجعلهم مؤهلين مع الخبرة لتحديد نمط الطفل وأفضل طرق التعامل معه.
  • بالإضافة إلى اختيار الأساليب والوسائل التي تناسب كل طفل، ومنها طرق التعامل مع الطفل العدواني
  • وذلك بدون الحاجة إلى الخروج من البيت، حيث أن الدورة 100% أونلاين.
  • وكل ذلك بسعر مناسب.
المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها